البيجر: جهاز قديم، خطر جديد
مؤخرًا، عاد جهاز البيجر، الذي كنا نظنه من الماضي، إلى دائرة الضوء بشكل غير متوقع ومأساوي بعد استخدامه في انفجار في لبنان. هذه الحادثة أعادت التساؤل حول هذا الجهاز الذي كان في يوم من الأيام أداة اتصال سريعة وأساسية، ولكنه اليوم يُنظر إليه على أنه قطعة أثرية من عالم الاتصالات. مع تزايد التساؤلات حول البيجر، وكيفية عمله، ومدى خطورته، أصبح من الضروري أن نعيد النظر في هذا الجهاز الذي قد يكون غير مألوف للكثيرين الآن، ولكن كانت له أهمية كبيرة في عصر ما قبل الهواتف المحمولة.
ما هو البيجر؟
البيجر هو جهاز إلكتروني صغير يُستخدم لاستقبال الرسائل النصية القصيرة عبر الإشارات الراديوية. على الرغم من أن استخدامه كان شائعاً في الثمانينيات والتسعينيات، إلا أن البيجر قد يبدو مجهولًا لكثيرين اليوم.
كيفية عمل البيجر
يعمل البيجر عن طريق استقبال الرسائل من محطة إرسال إلى جهاز المستخدم، حيث يُظهر البيجر هذه الرسائل على شاشته. قد تكون الرسائل عبارة عن رقم هاتف يجب الاتصال به أو تنبيه بحدث عاجل. ورغم أن هذه التقنية كانت تعتبر آمنة وفعّالة في زمنها، إلا أن الحادثة الأخيرة تطرح تساؤلات حول إمكانية استغلال هذه التكنولوجيا لأغراض خطيرة.
أنواع البيجر
هناك نوعان رئيسيان من البيجرات التي كانت شائعة في الماضي:
- بيجر ذو الاتجاه الواحد: يقتصر على استقبال الرسائل فقط، وكان هذا النوع هو الأكثر انتشارًا.
- بيجر ذو الاتجاهين: يتمكن من إرسال واستقبال الرسائل، ما يمنح المستخدم مرونة أكبر في التواصل.
تاريخ البيجر وتطوره
ظهر البيجر لأول مرة في الأربعينيات وكان يُستخدم بشكل أساسي في الرعاية الصحية لتلقي التنبيهات العاجلة. مع مرور الزمن، أصبح البيجر أداة لا غنى عنها في العديد من القطاعات. لكن مع ظهور الهواتف المحمولة، تراجع استخدامه تدريجيًا.
استخدامات البيجر
استخدم البيجر بشكل كبير في المجالات التي تتطلب استجابة سريعة. أكثر مستخدميه كانوا الأطباء، رجال الإطفاء، ورجال الأعمال. ورغم تراجعه، ما زال البيجر يُستخدم في بعض القطاعات بسبب موثوقيته.
عودة البيجر في ظروف غير متوقعة
في الآونة الأخيرة، وبعد الحادثة في لبنان، أصبح البيجر مجددًا تحت المجهر. على الرغم من قِدمه، فإن البساطة التقنية لهذا الجهاز تجعل من الممكن استغلاله بطرق غير متوقعة، بما في ذلك استخدامه في هجمات مدمرة. هذه الحادثة تذكرنا بأهمية معرفة كيفية عمل الأجهزة القديمة وتأثيرها المحتمل في العالم الحديث.
بينما قد يبدو البيجر جهازًا من الماضي، فإن الأحداث الأخيرة تظهر أن التكنولوجيا القديمة لا تزال تلعب دورًا في عالم اليوم. معرفة تاريخ هذا الجهاز وكيفية عمله يمكن أن تساعد في تجنب مآسٍ غير متوقعة في المستقبل.