الذكاء الاصطناعي التوليدي والتنبئي: الفرق بين الإبداع والتوقع في عالم التكنولوجيا

تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبحت أكثر شيوعًا في حياتنا اليومية، حيث تظهر في كل شيء من إعلانات الهواتف الذكية إلى التطبيقات والأدوات المتنوعة في مختلف المجالات.

وعلى الرغم من أن القدرات المذهلة لهذه التقنية ساعدت في انتشارها السريع، إلا أنها ليست اللاعب الوحيد البارز في عالم التكنولوجيا.

توجد تقنية أخرى هامة هي الذكاء الاصطناعي التنبئي، الذي يعتمد أيضًا على التعلم الآلي ويعود وجوده إلى ما قبل الذكاء الاصطناعي التوليدي. من المتوقع أن يشهد هذا النوع نموًا كبيرًا بحلول عام 2025.

يعتمد كل من الذكاء الاصطناعي التنبئي والتوليدي على التعلم الآلي، ويستخدم في العديد من الصناعات. ومع ذلك، يركز الذكاء الاصطناعي التنبئي على تحليل البيانات، بينما يتخصص الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنشاء محتوى جديد.

تتوفر العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي للأفراد للمساعدة في العمل، الدراسة، والمهام الأخرى، بينما يستخدم الذكاء الاصطناعي التنبئي بشكل رئيسي في المؤسسات والشركات وقطاع الرعاية الصحية.

ما هو الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

هو مصمم لإنتاج شيء جديد بناءً على بيانات موجودة مسبقًا. هذا النوع من التعلم الآلي قادر على توليد محتوى أصلي. فعلى سبيل المثال، عندما يقوم Google Gemini بكتابة بريد إلكتروني، أو تقوم DALL-E بإنشاء صورة، أو يستخدم ChatGPT للتفاعل معك لتوليد أفكار، فهذا هو الذكاء الاصطناعي التوليدي.

من خلال معالجة كميات كبيرة من بيانات التدريب، يتعلم هذا النوع من الذكاء الاصطناعي خصائص البريد الإلكتروني أو المقالات أو الصور وحتى المحادثات. ثم يقوم بتحديد الأنماط، وعند تقديم مطالبة، يمكنه إنشاء محتوى جديد مخصص لنوع المحتوى المطلوب.

بعض النماذج، مثل ChatGPT، تركز على إنتاج المحتوى المكتوب، بينما تتخصص نماذج أخرى، مثل DALL-E، في إنشاء الصور والفنون البصرية. كما توجد نماذج قادرة على إنشاء الموسيقى ومقاطع الفيديو. وعلى الرغم من هذه القدرات المدهشة، يحتاج هذا النوع من الذكاء الاصطناعي إلى إشراف بشري لتصحيح الأخطاء مثل الحقائق غير الدقيقة، أو الأخطاء الإملائية أو النحوية، أو المشكلات في إنشاء الصور مثل تكوين صور لأشخاص يمتلكون أكثر من خمسة أصابع.

ما هو الذكاء الاصطناعي التنبئي؟

الذكاء الاصطناعي التنبئي يحلل مجموعات البيانات من الأحداث السابقة للتنبؤ بما قد يحدث في المستقبل. على سبيل المثال، عندما تتلقى تنبيهًا من البنك بشأن الاحتيال بعد خروجك مباشرة من متجر نادرًا ما تزوره، فهذا هو الذكاء الاصطناعي التنبئي.

تُدرب النماذج المبنية على هذا النوع من الذكاء الاصطناعي باستخدام البيانات التاريخية لتقديم تنبؤات مدروسة ودقيقة حول ما قد يحدث بعد ذلك. وبما أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي لا يحتاج إلى تعلم أنماط معقدة مثل أنماط الكلام، فإنه غالبًا ما يعتمد على نماذج تدريب أصغر.

الذكاء الاصطناعي التوليدي والتنبئي هما قوتان رئيسيتان تشكلان مشهد التكنولوجيا اليوم. يركز الذكاء الاصطناعي التوليدي على إنشاء محتوى جديد ومبتكر، بينما يركز الذكاء الاصطناعي التنبئي على تحليل البيانات التاريخية للتنبؤ بالنتائج المستقبلية. كلا التقنيتين لهما تأثير كبير على مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والأعمال والفنون الإبداعية.

مع استمرار تسارع التقدم في هذه المجالات، من المحتمل أن تزداد أهمية كل من الذكاء الاصطناعي التنبئي والتوليدي في السنوات القادمة، مما يعزز من قدرات الأفراد والمنظمات. ومع ذلك، من الضروري استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول، مع مراعاة الأخطاء المحتملة وضرورة الإشراف البشري. في النهاية، يُعتبر الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتحسين حياتنا، ونسعى إلى الاستفادة منه بأكثر الطرق فعالية.